restoring our biblical and constitutional foundations

                

The Thessalonian Road to Self Support

(Arabic)

 David Alan Black 

الطريق التسالونيكي للدعم الذاتي لخدام الإنجيل

د. ديفيد آلن بلاك

"فما هو اجري اذ وانا ابشّر اجعل انجيل المسيح بلا نفقة حتى لم استعمل سلطاني في الإنجيل."

١ كورنثوس ٩: ١٨

اعطى يسوع هذه الرسالة الأساسية لكل الذين يتبعونه. يجب ان نقبل بإرادتنا عدم الراحة، والضيق، وعدم الأمان. لا يمكن لاحد من أتباع يسوع ان يضع الراحة، العائلة، الارتباطات، او الأمان قبل ملكوت المسيح. لم يقدم يسوع اعتذاراً لدعوة تلاميذه الى حياة التضحية. من خلال العهد الجديد، ستجد ان الذين تبعوا يسوع عادة ما دفعوا ثمناً باهضاً بحياتهم. واحد من هذه الأمثلة هو الرسول بولس. لقد سعى بولس الى خدمة يسوع وهذا كلّفه كل شيء. ليس فقط خسر بولس كل الامتيازات في الميراث اليهودي، لكنه تنازل عن كل حقوقه كرسول مسيحي من ان يأخذ الدعم المالي في خدمة زرع الكنائس. يقول الكتاب المقدس بان بولس عمل طوعية بيديه ليلاً ونهاراً كي لا يكون عبئاً على بقية المسيحيين. قدّم بولس مثالاً لما هي الخدمة المسيحية. انها تضحية إيجابية من اجل مصلحة الاخرين. تشكّل حياته مثالاً للموقف الصحيح لخادم يسوع المسيح وكيف ينبغي ان تكون اليوم. في مسيحية العهد الجديد، كل المؤمنين هم كهنة وهم مدعوون ان يخدموا الملكوت بطوعية وباختيارهم. وهذا حق مفروض حتى على قادة الكنيسة، الذين امرهم بطرس الرسول، " ارعوا رعيَّة اللّٰه التي بينكم نظَّارًا لا عن اضطرار بل بالاختيار ولا لرحٍ قبيح بل بنشاط. ولا كمَنْ يسود على الانصبة بل صائرين امثلة للرعية،" (١ بطرس ٥: ٢ – ٣).

لكن مع مجيء المسيحية القسطنطينية، بدأ القادة المسيحيون باعتبار الخدمة المسيحية انها وظيفة اكثر مما هي عمل وخدمة تطوعية. أصبحت الكنيسة مؤسسة تحكمها رجال الدين بوظائف وذو هيكلية. لا يقبل المسيحيون الخدمة التطوعية كأنها الشيء الطبيعي. أنا اؤمن ان واحد من الأسباب التي دعا اليها الرب بولس لكي يكون رسولاً هو انه عرف ان بولس سيصير مثالاً للأخرين. كان بولس رئيس الخطاة، ١ تيموثاوس ١: ١٥، لكن بقوة الروح القدس عاش حياة مذهلة. أينما ذهب، لم يقدر الناس ان ينسوا مثاله والتأثير الذي عمله على حياتهم. بالنسبة لي، هذه واحدة من الأمور المشجعة جدا بخصوص حياة بولس الرسول. هنا لدينا رجل رغبته الأعظم هي ان يعيش حياة متواضعة لخدمة الرب يسوع المسيح.

كان بولس مرسلاً يعمل العمل الأرسالي الاولي في الكرازة وزراعة الكنيسة في كل منطقة حوض البحر المتوسط. ربما نحتاج ان نكتشف طريقة بولس في عمل الخدمة إذا أردنا ان نحقق التوازن المالي اليوم. انا أؤمن ان تعاليم وارشادات بولس الى كنيسة تسالونيكي تقدم لنا نموذج في الخدمة لا يقبل الخطأ. وانت تقرأ هذه الارشادات في رسالة تسالونيكي الأولى، رجائي أنك ستدرك ان الدعم الذاتي للخدمة ليس فقط كتابياً لكنه سليماً. يظهر بولس لنا ان أعظم فرح في الخدمة ليس موجوداً في الممتلكات المادية. في الحقيقة، يقدر شخص ما ان يخدم يسوع وهو في فقر عظيم. بدلا من ذلك، الفرح في الخدمة موجود عندما نتذكر كلمات الرب يسوع المسيح الذي قال، "مغبوط هو العطاء أكثر من الاخذ" (اعمال الرسل ٢٠: ٣٥).

تعليم بولس بخصوص الأمور المالية في الخدمة متواجد في نصوص متعددة في ١ – ٢ تسالونيكي التي سوف نفحصها باختصار. عندما ننظر الى حياة بولس، سوف نندهش الى نظرة بولس الى أهمية العمل لأجل العيش. لقد خدم بولس بين اهل تسالونيكي على حسابه الخاص بالرغم ان كان له الحق ان يكون مدعوماً مالياً من قبل الاخرين. لقد صرف بولس ليالي واياماً كاملة وكثيرة كي لا يكون عبئاً على الاخرين. حتى نفهم طريقة الدعم الذاتي لبولس، يجب ان نبدأ من ١ تسالونيكي ٢: ٧ – ١٠.

مع انّ لنا الحقّ في أن نفرض أنفسنا عليكم باعتبارنا رسلاً للمسيح. ولكنّنا كُنّا مترفّقين بكم كأمّ مرضع تحنو على أولادها. وإذ كان حنّونا عليكُم شديداً، ارتضينا ان نُقدّم اليكم لا إنجيل الله فقط بل أنفُسنا ايضاً، لأنّكم صرتُم محبوبين لدينا. فأنتم تذكرون، أيها الاخوة، جهدنا وكدّنا، اذ بشّرناكُم بإنجيل الله ونحن نشتغل ليلاً ونهاراً لكيلا نكون عبئاً ثقيلاً على أحد منكم. فأنتم تشهدون، ويشهد الله، كيف تصرّفنا بينكم، أنتم المؤمنين، بطهارة واستقامة وبراءة من اللوم. (ترجمة الحياة).

الذي يقوله بولس هنا مثير للاهتمام. بدلا من أن يطلب دعماً مالياً لنفسه من أصدقائه المسيحيين، وهذا كان حقه كرسول، بدأ بولس بدعم نفسه بفرح وباختياره لما كان في تسالونيكي. هنا نجد رجلاً مثقفاً جداً، ومبدعاً جداً في ان يجد مالاً بواسطة عمل اشغال مهنية. الآية المفتاحية التي تشرح دافع بولس هي في ١ تسالونيكي ٢: ١٠، "كنَّا نكرز لكم بإنجيل الله ونحن عاملون ليلًا ونهارًا كي لا نثقّل على احدٍ منكم." لاحظ يقول: "كي لا نثقل على احدٍ!" غالبية المرسلين اليوم لا يذهبون الى الحقل الإرسالي بدون ما اولاً يحصلون على الدعم المالي، وبالطبع، هذا الدعم ليس خطية. لكن من الخطأ ان المرسلين الى الحقل الارسالي لا يأخذون بنظر الاعتبار إمكانية العمل في صناعة الخيام (أي العمل غير المسيحي للدعم الذاتي في الحقل الارسالي). رفض بولس ان يصير عبئاً مادياً على اخوته المسيحيين عندما كان قادراً على العمل. أني مقتنعاً جداً ان واحدة من الأسباب التي تجعلنا لا نربح العالم للمسيح هو رفضنا ان نتبع مثال بولس. نشعر اننا لا نقدر ان نصبح مرسلين الا اذا صرنا مدعومين مالياً بالكامل من الاخرين.

أن مبدأ الدعم الذاتي يظهر اكثر في النص القادم، ١ تسالونيكي ٤: ١١ – ١٢. إذا كان هناك أي شك بخصوص نظرة بولس المحترمة على العمل، فانه يتبخّر امام هذا النص. لاحظ كيف يأمر بولس المؤمنين في تسالونيكي:

وأن تسعوا بجدّ الى العيش بهدوء، مهتمّين بممارسة شؤونكم الخاصّة، ومحصّلين معيشتكم بعمل أيديكم، كما اوصيناكم. عندئذٍ تكون سيرتكم حسنة السمعة تجاه الذين من خارج الكنيسة، ولا تكونون في حاجة الى شيءٍ.

هناك نصوص قليلة أكثر وضوحاً من هذا النص. كل شخص قادراً على العمل، يجب ان يتعلّم ان يكسب قوته – الفكرة التي يشدد عليها بولس أكثر من مرة لما كان في تسالونيكي. الأخلاقيات العالية في العمل ليست محصورة على الناس الذين ليسوا متفرّغين للخدمة. لكن تلك الاخلاقيات هي لكل مؤمن مهما كانت دعوته، ومهما كان عمله، ومهما كانت ظروفه. لقد عيّن الله لنا ان نظهر للعالم الذي ينظر الينا معايير عالية للمسئولية الشخصية. يريدنا الرب ان نهتم بأمورنا وان نعمل لإعالة أنفسنا. ولكن إذا رفضنا العمل، فسوف نفقد احترام الناس غير المؤمنين بكل بساطة ووضوح.

عندما كنت في الكلية، صديق لي ذهب الى كلية اللاهوت ثم قرر الذهاب الى الخدمة في اليابان تحت رعاية هيئة ارسالية مشهورة. اختباره كان بمثابة كابوس عظيم. وهنا احتاج ان اشرح بصورة واضحة قصة صديقي حتى اوضّح ماذا يريد بولس ان يعلّم المؤمنين في تسالونيكي. كما هو الحال مع كل مرسل من خلال هيئة ارسالية، يجب على المرسل ان يذهب في حملة جمع الدعم المالي للخدمة الارسالية. بعد فترة طويلة من عملية جمع التبرعّات، وصل الى اليابان، وكان واجبه ان يقدّم الانجيل الى رجال الاعمال اليابانيين. لمدة أربع سنوات، كانت خدمته باطلة. لم يقدر ان يربح شخص واحد ولم يزرع كنيسة واحدة هناك والسبب أصبح واضح بألم كبير. الاخبار وصلت الى رجال الاعمال اليابانيين ان هذا المرسل يأخذ راتباً مدفوعاً من الكنائس، وهذا كان بمثابة حجر عثرة لهؤلاء رجال الاعمال الكادحين. ببساطة لم يقدروا ان يؤمنوا ان هذا المرسل الكارز لهم بالإنجيل، لم يكن موظفا عاملا. بإحباط شديد، ترك صديقي الحقل الإرسالي ورجع الى الولايات المتحدة واستقال من الهيئة الارسالية. ثم رجع الى اليابان وحصل على وظيفة في شركة يابانية التي كانت تختص بتعليم اللغة الإنكليزية لرجال الاعمال. خلال أشهر، قاد عدة اشخاص من طلبته الى المسيح، وفي النهاية زرع كنيسة صغيرة هناك. في الوقت نفسه، تعلّم اللغة اليابانية بطلاقة، وتزوج بامرأة يابانية.

انا أؤمن ان هناك كثير من الناس الذين يقرأون هذه الكلمات، دعاهم الله الى ان يذهبوا "الى اقصى الأرض". انا مقتنع ان الله يريد ان يرسل مئات الالاف من المؤمنين من سواحلنا. هل ركعت على ركبك وسألت الرب، كيف يقدر ان يستخدم مواهبك وقدراتك كصانع خيام؟ صناع الخيام مؤثرين جداً. عملهم يدبّر دخول طبيعي لتأسيس شبكة من العلاقات التي فيها بذار الانجيل تُزرع. والاهم، عندما تخبر الناس بالإنجيل، سوف لن تتهم بانك مدفوع مالياً للقيام بعمل الكرازة. كما نقرأ نصوص مثل ١ تسالونيكي ٤: ١٠ – ١١، هناك ميل، اعتقد، ان نهمل هذه التطبيقات العملية على الرعاة والمرسلين. والسبب يعود الى فكرة معيوبة عن الخدمة المتفرغة Fulltime Ministry)). على سبيل المثال، نحن نستخدم تعبير الخدام العلمانيين، أي غير المتفرغين للخدمة، الذين يعملون خلف الستار في اعمال "علمانية" لكي يساعدوا المرسلين. اعتقد هناك نظرة أكثر كتابية لهذا الامر: كل مسيحي هو مرسل متفرغ كلياً، أينما هو او هي يكون. هذا يعني حتى لو لم تذهب الى الحقل الارسالي، انت لازلت منخرطاً في العمل الارسالي. انت لازلت تقدر ان تكون ملتزماً في العمل الارسالي. في كل كتاباته، يبدو ان بولس قبل حياة التضحية لأجل خاطر الانجيل لان هذا شيء طبيعي وضروري. يقول في فيلبي ١: ٢٧، "إِنَّمَا عِيشُوا عِيشَةً تَلِيقُ بِإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ، حَتَّى إِذَا جِئْتُ وَشَاهَدْتُكُمْ أَوْ بَقَيْتُ غَائِباً عَنْكُمْ، أَسْمَعُ أَخْبَارَكُمْ وَأَعْرِفُ أَنَّكُمْ ثَابِتُونَ فِي رُوحٍ وَاحِدٍ، وَبِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ تُجَاهِدُونَ مَعاً لأَجْلِ الإِيمَانِ الْمُعْلَنِ فِي الإِنْجِيلِ." هنا بولس يحث كل مسيحي ان يصير مركزه هو المأمورية العظمى.

لأن بولس نفسه اخذ القرار بأن يتخلى عن حقوقه كرسول، وبدلا من ذلك، اختار حياة الضيق والعمل المستمر الجسدي من اجل خاطر الانجيل. فقط خذ نظرة الى القائمة المروعة من الضيقات التي يصفها في ٢ كورنثوس ١١: ٢٣ – ٢٩. هذه الضيقات تشمل، وليس مفاجأة، "العمل والتعب"، عدد ٢٧، وهذه إشارة أخرى الى التزام بولس للدعم الذاتي. بالحقيقة، افتخاره الأول بالمقارنة مع المعلمين الكذبة هو، "لقد تعبت أكثر منهم،" عدد ٢٣. اريد ان اشجعك ان تقرأ دليل بولس للضيقات في ٢ كورنثوس ١١: ٢٣ – ٢٩ ببطء وعناية. كنت أتوقع من بولس ان يقول، "بما انه انا تألمت لهذه الدرجة لأجل الانجيل، فبالتأكيد يجب على الاخرين ان يزيدوا الدعم المالي لكيلا اعمل انا (عمل علماني غير متعلق بالخدمة) عملاً شاقاً." هذا بالضبط ما لم يقوله بولس! عندما افتخر انه عمل أكثر من اعدائه، فهو لم يقصد ان التزامه للدعم المالي الذاتي كان خطئا!

عادة اسمع التذمر: "الالاف من المرسلين مستعدين للذهاب الى الناس التي لم يصل اليها الانجيل فقط لو كان الدعم المالي متوفراً." لكن، هذه ليست الحاجة القصوى التي تواجه الارساليات. انها تفوق بالآلاف الفرص، التي لم يخبر بها أحد، للوصول الى ملايين الهالكين من خلال صناعة الخيام الكرازية. المجد للرب من اجل صديقي الذي يخدم في اليابان "خدمة مسيحية متفرغة" fulltime Christian service كخادم مسيحي في عمل علماني. ربما لا يدعوك الرب لكي تخدم في اليابان. لكن أينما تعيش واينما تذهب، تقدر ان تجد طرق للمساهمة في العمل العظيم بالكرازة في العالم.

الإشارة التالية للعمل من بولس الرسول هي في ١ تسالونيكي والاصحاح الخامس، التي فيها يكتب، (٥: ١٢ – ١٣):

عَلَى أَنَّنَا نَرْجُو مِنْكُمْ، أَيُّهَا الإِخْوَةُ، أَنْ تُمَيِّزُوا أُولئِكَ الَّذِينَ يَجْتَهِدُونَ بَيْنَكُمْ، وَيَرْعُونَكُمْ كَمَا يُرِيدُ الرَّبُّ، وَيَعِظُونَكُمْ، وَأَنْ تُقَدِّرُوهُمْ تَقْدِيراً فَائِقاً فِي الْمَحَبَّةِ، مِنْ أَجْلِ عَمَلِهِمْ. عِيشُوا بِسَلامٍ بَعْضُكُمْ مَعَ بَعْضٍ.

تاريخياً، كلمة "عمل" المذكورة هنا، تُفسّر بانها إشارة الى العمل الروحي لقادة الكنيسة. في السابق كنت انا شخصياً متمسكاً بهذا الرأي. اليوم، انا مقتنع ان بولس كان يقصد عملاً جسدياً علمانياً عندما كتب هذه الكلمات. في السابق، اصرّ بولس على اهل تسالونيكي ان يكتسبوا مالاً من خلال العمل بأيديهم، (١ تس ٤: ١١). وهنا في ١ تس ٥: ١٢ – ١٣، لا يوجد في السياق أي شيء يتطلب ان نرى فريق رعاة، خدام متفرغين للخدمة، ويأخذون راتباً من الكنيسة. ربما أكون انا مخطئاً، لكن يبدو لي ان بولس يستمر في تشديده على ضرورة العمل كتعبير عن ايماننا المسيحي وكشهادة للبعيدين الذين هم دائماً متشككين عن البائعين المتجولين المتدينين الذين دافعهم الوحيد هو الطمع. في الحقيقة، كان بولس مستعداً للدفاع عن نفسه ضد مثل هذا الاتهام في ١ تسالونيكي ٢: ٥، "وَكَمَا تَعْلَمُونَ أَيْضاً، فَإِنَّنَا لَمْ نَسْتَعْمِلْ مَعَكُمْ قَطُّ كَلامَ التَّمَلُّقِ، وَلا اتَّخَذْنَا ذَرِيعَةً لِلطَّمَعِ إِنَّمَا اللهُ شَاهِدٌ." من الواضح ان بولس كان فوق أي لوم بخصوص الأمور المادية.

النص الأخير في ٢ تسالونيكي ٣: ٦ – ١٢. في الحقيقة هذا النص لامعاً في اليوناني. هنا الترجمة:

"وَالْآنَ نُوصِيكُمْ، أيُّهَا الإخْوَةُ بِاسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيحِ أنْ تَتَجَنَّبُوا كُلَّ أخٍ يَحيَا حَيَاةَ الكَسَلِ، وَلَيْسَ حَسَبَ التَّقلِيدِ الَّذِي أخَذَهُ عَنَّاأقُولُ هَذَا لِأنَّكُمْ تَعْرِفُونَ كَيْفَ يَنْبَغِي أنْ تَقْتَدُوا بِنَا. فَحِينَ عِشنَا بَيْنَكُمْ لَمْ نَكُنْ كَسَالَىلَمْ نَأكُلْ طَعَامًا مِنْ عِندِ أحَدٍ دُونَ مُقَابِلٍ، بَلْ عَمِلنَا وَتَعِبنَا لَيْلًا وَنَهَارًا لِئَلَّا نَكُونَ عِبْئًا عَلَى أحَدٍ مِنْكُمْوَهَذَا لَا يَعْنِي أنَّهُ لَا حَقَّ لَنَا فِي طَلَبِ دَعمٍ مِنْكُمْ، لَكِنَّنَا عَمِلْنَا بِأيدِينَا لِكَي نَضرِبَ لَكُمْ مِثَالًا فَتَقْتَدُوا بِنَافَلَمَّا كُنَّا عِنْدَكُمْ، وَضَعْنَا لَكُمُ القَاعِدَةَ التَّالِيَةَ: إنْ كَانَ أحَدٌ يَرْفُضُ أنْ يَعْمَلَ، فَلَا يَحِقُّ لَهُ أنْ يَأْكُلَ. نَقُولُ هَذَا لِأنَّنَا نَسمَعُ أنَّ بَعْضًا مِنْكُمْ يَعِيشُونَ حَيَاةَ الكَسَلِ وَلَا يَنْشَغِلُونَ بِأعْمَالِهِمْ، بَلْ يَجْرُونَ هُنَا وَهُنَاكَ بِلَا هَدَفٍفَنَحْنُ نَأمُرُ مِثْلَ هَؤُلَاءِ الأشْخَاصِ وَنَحُثُّهُمْ فِي الرَّبِّ يَسُوعَ المَسِيحِ أنْ يَشْتَغِلُوا بِهُدُوءٍ، وَأنْ يَكْسِبُوا خُبْزَهُمْ بِتَعَبِهِمْ."

أنا أؤمن ان جميعنا، وانا منهم، يحتاج ان يتعلم ان نعيش نمط حياة تطابق هذا النص الجميل الذي نقرأه. أذا انت تعيش في المسيح، يجب ان تكون عاملاً مسئولاً. الحياة الجشعة والمغموسة باللذات هي حياة عليها تساؤلات. كمسيحيين، كيف يمكن ان نكون كسالى ونفشل ان نعمل لكي نسدد احتياجاتنا؟ كيف يمكن ان نقول ان يسوع هو الرب بدون ان نطيع بسرعة تعليم بولس في هذا النص؟ لاحظ ان بولس لم يستثني قادة الكنيسة من هذا التعليم. الوصية واضحة: يجب على اهل تسالونيكي الذين يتخبطون عن صدقة الكنيسة أن يتوقفوا!

يعلم بولس في ٢ تسالونيكي ٣: ٦ – ١٢، اننا جميعنا مسئولون ان نقود حياة منظّمة وان نكسب قوتنا. من الواضح ان يسوع لن يكون واحد من اتباعه يريد ان يصبح معتمدا على الاخرين مادياً، بينما هو قادرا على يعيل نفسه. بالطبع، انا لا اتحدث عن اشخاص لديهم احتياجات حقيقية. يسوع بكل وضوح، أحب الذين لديهم احتياجات. لكل الذين تبعوه، اعطى مثالاً لمساعدة الذي يحتاج الى مساعدة، وبولس شدد على هذا. كتب الى اهل غلاطية، "على ان نتذكّر فقراءهم. وقد كنت حريصاً على ذلك."

بالنسبة الى المسيحيين، لا يوجد اختيار اخر عند مواجهة المحتاجين سوى ان يقدم المسيحي المساعدة لهم. بولس شخصياً كان مستعداً ان يأخذ معونات وقتية مالية لنفسه لما كانت هناك حاجة. لكن من الواضح، ان هذا كان الاستثناء وليس القاعدة.

لذلك الاستنتاج لا مفر منه: في ضوء وصايا يسوع، (متى ٢٨: ١٩ – ٢٠، مرقس ١٦: ١٥) والمثال المتسق للرسول بولس، وفي ضوء حالة ملايين الناس الهالكة في هذا العالم، يجب على الكنائس ان تعطي كل شيء فوق الضرورات الأساسية من اجل قضية الكرازة للعالم. في حديثه مع شيوخ افسس، قال بولس:

"أنَا لَمْ أشتَهِ فِضَّةَ أحَدٍ مِنْكُمْ أوْ ذَهَبَهُ أوْ ثِيَابَهُوَأنْتُمْ أنْفُسُكُمْ تَعْلَمُونَ أنَّنِي سَدَدْتُ حَاجَاتِي وَحَاجَاتِ الَّذِينَ مَعِي مِنْ تَعَبِ يَدَيَّوَقَدْ أرَيتُكُمْ فِي كُلِّ شَيءٍ عَمِلتُهُ مِثَالًا عَلَى العَمَلِ الجَادِّ الَّذِي يَنْبَغِي أنْ نَخدِمَ بِهِ الضُّعَفَاءَ. وَعَلَينَا أنْ نَتَذَكَّرَ كَلَامَ الرَّبِّ يَسُوعَ نَفْسِهُ الَّذِي قَالَ: في العطاء بركة أكثر مما في الأخذ."

تعليم بولس بخصوص الشئون المالية المسيحية دائماً يزعج الناس. الذي يجعله صعباً ليس فقط انه عقيدة لاهوتية بل نمط حياة. يعتبر بولس من أعظم الرسل الذين عاشوا، لكن لم يطالب بحقوقه – على الأقل حقه في الدعم المالي. من المهم ان نفهم ان تعاليم بولس بخصوص الدعم المالي تبدو منطقية فقط للذين قبلوا تعليم يسوع بخصوص نكران الذات. "فَمَنْ لَا يَتَخَلَّى مِنْكُمْ عَنْ كُلِّ شَيءٍ، لَا يَقْدِرُ أنْ يَكُونَ تِلْمِيذًا لِي “. تقدر ان ترى، ان الكنيسة الامريكية سوف تقدم حساباً لله عما فعلناه تجاه العالم الهالك. ويسوع نفسه سوف يطلب حساباً من مما أعطاه لنا لكي نستثمر. ما نوع الوكلاء، نحن، الذين قد أمطر علينا الرب بالبركات؟ اعتقد ان هذا هو سؤال الساعة. 

April 28, 2020

David Alan Black is the editor of www.daveblackonline.com.

Back to daveblackonline